السعودية تنقذ كأس العالم للأندية 2025- حقوق البث والرعاية في خطر

المؤلف: اقتصاد الشرق مع بلومبرغ09.08.2025
السعودية تنقذ كأس العالم للأندية 2025- حقوق البث والرعاية في خطر

تواجه النسخة المرتقبة من بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة حتى الرابع عشر من يوليو القادم، معوقات جمة على صعيد تسويق الحقوق التلفزيونية وجذب الرعاة التجاريين، إلا أنَّ تدخُّل المملكة العربية السعودية جاء في الوقت المناسب ليضطلع بدور المُنقِذ لهذه البطولة العالمية.

وفقاً لتقرير "مونديال الشرق - كأس العالم للأندية 2025"، يُقدَّر حجم إنفاق الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على هذه البطولة بنحو ملياري دولار أمريكي، في حين يُتوقَّع أن تبلغ الإيرادات المحققة القيمة نفسها، بما في ذلك مبلغ 1.5 مليار دولار من عوائد الحقوق التلفزيونية والتسويقية.

تضم النسخة الموسَّعة من كأس العالم للأندية 32 فريقاً من مختلف القارات، من بينهم خمسة أندية عربية مرموقة، هي: الهلال السعودي، والعين الإماراتي، والأهلي المصري، والترجي التونسي، والوداد المغربي.

توزع إنفاق الاتحاد الدولي لكرة القدم على

 

 

صفقة تاريخية بقيمة مليار دولار

 

حتى شهر ديسمبر من العام الماضي، لم يتمكن "فيفا" من إيجاد أي شبكة تلفزيونية أو منصة بث إعلامي أبدت رغبتها في نقل مباريات بطولة كأس العالم للأندية، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى التباين في التوقيت بين الولايات المتحدة وبقية الأسواق العالمية، الأمر الذي كان سيؤدي إلى إقامة بعض المباريات في أوقات متأخرة من الليل، وبالتالي ضعف نسب المشاهدة وتراجع اهتمام المعلنين، وهو ما شكَّل تحدياً بالغ الأهمية بالنسبة لـ "فيفا"، إلى أن ظهر حلٌّ تمثَّل في عرضٍ مقدَّم من منصة "دازن" الرياضية.

نجحت هذه المنصة المتخصصة في بث الفعاليات الرياضية والترفيهية في الفوز بحقوق النقل التلفزيوني الحصري لبطولة كأس العالم للأندية، وذلك في صفقة تاريخية تُقدَّر قيمتها بنحو مليار دولار أمريكي، تشمل نقل جميع مباريات البطولة مجاناً وبنحو 15 لغة مختلفة في مختلف الأسواق العالمية باستثناء دولة الصين.

بعد مرور أسابيع قليلة على إبرام هذه الصفقة القيِّمة، تم الإعلان رسمياً عن استحواذ شركة "سِرج" الاستثمارية، الذراع الرياضية لصندوق الثروة السيادي في المملكة العربية السعودية، على حصة أقلية في منصة "دازن". ورغم عدم الكشف عن الشروط المالية الدقيقة لهذه الصفقة، إلا أن وكالة بلومبرغ الاقتصادية ذكرت أن شركة "سِرج" ستستثمر ما لا يقل عن مليار دولار أمريكي لتعزيز مكانة المنصة وتوسيع نطاق خدماتها.

إيرادات كأس العالم للأندية قد تصل إلى ملياري دولار

 

 

الصندوق السيادي السعودي شريك رسمي للبطولة

 

لم يقتصر الدور المحوري الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في إنقاذ هذه البطولة على عملية النقل التلفزيوني فحسب، بل امتد ليشمل أيضاً الرعاية التجارية، فقبل أقل من عشرة أيام فقط من انطلاق فعاليات البطولة، تم الإعلان عن توقيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقية شراكة استراتيجية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وبموجب هذه الاتفاقية أصبح الصندوق شريكاً رسمياً للنسخة الموسَّعة من بطولة كأس العالم للأندية.

وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن الصندوق السيادي و "فيفا"، فإن هذه الشراكة "تعكس الرؤية المشتركة للطرفين في تعزيز وتطوير قطاع الرياضة على مستوى العالم، وذلك من خلال إطلاق فرص جديدة ومبتكرة وتشجيع الابتكار والتواصل الفعَّال مع الجماهير الرياضية في جميع أنحاء العالم". كما ستركز هذه الشراكة أيضاً على إتاحة المزيد من الفرص القيِّمة للشباب الطموح، ودعم الجهود الحثيثة التي يبذلها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من أجل "إلهام الأجيال الجديدة وزيادة مشاركتها الفاعلة في مختلف الأنشطة الرياضية".

صرَّح جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي عُقِد في شهر مايو الماضي، بأن الناتج الإجمالي الخاص بكرة القدم في العالم يبلغ حالياً نحو 270 مليار دولار أمريكي، وأن قارة أوروبا تستحوذ على 70% من هذا الناتج، مؤكداً في الوقت ذاته وجود إمكانات هائلة للاستثمار في هذا المجال، ومشيراً إلى أنه إذا قامت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية باستثمار 20% فقط مما تستثمره أوروبا حالياً، فإن الناتج الإجمالي لقطاع كرة القدم سيتجاوز حاجز النصف تريليون دولار أمريكي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة